تبلورت فكرة برنامج "أمان" منذ عام 2007 من خلال عملنا كمركز دراسات نسوية في مشروع البحث والتدريب للنساء الفلسطينيات، حيث تمّ إنتاج مجموعة من الدراسات، كان من ضمنها دراسة حول "الاعتداءات الجنسية داخل العائلة بين الواقع والقانون" وقد كشفت الدراسة عن وجود الكثير من الثغرات القانونية في التعامل مع حالات الاعتداءات والتحرش الجنسي، وبشكل خاص عندما تقع هذه الاعتداءات داخل الأسرة، وأثارت الدراسة الكثير من التساؤلات حول مدى قدرة القانون المعمول به حالياً على الحد من هذه الحالات، أو التدخل لصالح حماية الضحايا. كما قام المركز وضمن اعتماده على الدراسات في تحديد الظواهر السلبية من منظور النوع الاجتماعي، بدراسة موضوع العنف والتحرش الجنسي ضد الأطفال والمراهقين من كلا الجنسين والتي تبين من خلالها بوجود هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني شأنه في ذلك شأن كافة المجتمعات الإنسانية التي تعاني من ذات الموضوع، وبالتالي بادر المركز إلى تصميم برنامج خاص للعناية بالأطفال والمراهقين من الجنسين لحمايتهمن من التحرش والعنف الجنسي والذي بات ظاهرة مقلقة في المجتمع ولا سيما بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المخدرات والبطالة بين صفوف الشباب. وقد بادر المركز ومنذ بداية الفكرة إلى التنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وبعض المدارس الخاصة من أجل إدماج برنامج أمان ضمن برنامج الإرشاد الاجتماعي في المدارس بهدف توعية الأطفال والطفلات والمراهقين والمراهقات حول التحرش والاعتداءات الجنسية وكيفية حماية أنفسهمن والوقاية منها، كما يعمل البرنامج على رفع الوعي المجتمعي حول أهمية التعامل مع الظاهرة بشكل علمي مدروس وبما يسهم في حماية الأطفال والطفلات من هذه الاعتداءات والتحرّشات والتعاطف مع وعدم تذنيب الضحية، مقابل التشديد على معاقبة المتحرش لوضع حد لهذه الظاهرة.
ومن خلال تطوير العديد من المواد والوسائل وتدريب المرشدين والمرشدات الاجتماعيين على استخدامها دون الاعتماد على طاقم المركز، بالإضافة إلى اعتماد منهجية تدريب المشرفينات في وزارة التربية والتعليم وتحديداً في قسم الإرشاد للعمل مع المرشدين والمرشدات في المدارس ومقدمي الخدمات في مؤسسات وشبكات الحماية بهدف نشر منهجية البرنامج، وقد تمكن المركز من مأسسته بالشكل الذي يمكّن الوزارة والمؤسسات المستهدفة من المضي في نشره في حال تخلف المركز عن العمل في هذا البرنامج، ولازال المركز مستمرا في تطوير تدخلاته ضمن هذا البرنامج لمساعدة المؤسسات المعنية على تعميم التجارب الناجحة وتبني النموذج الهادف لمحاربة ظاهرة العنف الجنسي والابتزاز الالكتروني من خلال التدخلات التالية:
- العمل مع المؤسسات التربوية والتعليمية ومؤسسات وشبكات الحماية للحد من العنف الجنسي والابتزاز الإلكتروني ضد الأطفال وتطوير نماذج عمل مميزة في تلك المؤسسات للعمل على تعميمها وتبنيها من قبل المؤسسات التعليمية والتربوية العامة والخاصة وشبكات الحماية.
- تعزيز قدرة الأطفال والمراهقين من كلا الجنسين من حماية أنفسهن/م من العنف الجنسي والابتزاز الإلكتروني وتعزيز مهاراتهم/ن الحياتية.
- تعزيز دور وسائل الإعلام في رفع مستوى الوعي المجتمعي حول العنف الجنسي الجنسي والابتزاز الإلكتروني
وقد قام المركز خلال العام 2020 بالعمل على تطوير الدليل التدريبي للبرنامج من خلال إضافة فصل خاص بالتوعية من ومجابهة التحرش والابتزاز الإلكتروني الذي يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف تنمية المهارات الحياتية اللازمة التي من شأنها أن تمكّن الطالب/ة من حماية نفسه/ا من الاستغلال الجنسي والتحرش الذي يتم من خلال الشبكة العنكبوتية.
